هناك شيء لا يستطيع أي شخص في العالم إعطاءك إيّاه، شيء تحصُلُ عليه عندما ترتبطُ بذاتِك و تُحبّ نفسك بنسبة 100% هذا الشيء هو الثقة بالنفس.
فبدون الثقة بالنفس لن تتمكّن من تحقيق السعادة الداخلية أو حتى مزاولة مهامِك و أعمالِك اليوميّة بنشاط و حيويّة، الأشخاص الفاقدين لثقتِهم في أنفسِهِم مهزوزين، يسهُل التحكُّم فيهِم و برمجتهم و هُم عموماً أشخاص يُحسُّون بالذنب طوال الوقت.
كيف يُمكِنُ إرجاع الثقة بالنفس ؟
هناك طُرُق رائعة تُمَكِّنُك من إرجاع الثقة بالنفس و بالتالي العودة للشخصيّة العاديّة فالأطفال واثقون بأنفسِهِم طوال الوقت و تلك هي فطرة الإنسان
و كي تعرفَ طريقة إرجاع الثقة بالنفس عليك أن تعرِفَ كيف فقدتها لأنك أنت من تتحمّل مسؤوليّة السماح للآخرين ببرمجتِك و قَبَلت كُل أصناف اللوم التي نعتك بها الناس، زملاؤك في العمل أو أي برمجة تسبّبت في ذلك
ستكتشفُ رفقتي أحد أقوى الأسرار في رفع الثقة بالنفس و الحصول على نفس جديد إن شاء الله !
هيّا بنا !
0. لقد كُنتَ يوماً واثقاً في نفسِك !
أتذكُرُ لحظات الطفولة ؟ كيف أنك كُنت تلعَب و تتكلّمُ بكُل طلاقة و حُريّة، بكُل فطرة و عفويّة !
نعم، كُنت ذلك الطفل الواثق من نفسِه، إذا ما ضحك عليه الناس ضحك و إذا ما وقع نهض و واصل السير مهما واجهت من تحديات
الطفل هو الفطرة التي من المفروض أن نكون عليها كُلُّنا، فالطفل لا يلتفت لتفاصيل الأمور بل يستمتعُ بعيش اللحظة و الإستمتاع بعمل ما يُحِب دون التركيز على سلبيات الأمور.
[notification type=”alert-warning” close=”false” ]لكن ما الذي حدث للطفل ؟ تأثّر الطفل بسموم الحياة، انتقادات المجتمع و المعلومات الكاذِبة التي كان يتلقاها كُل يوم من وسائل الإعلام التي لا تتحدث إلّا عن الكوارث و الأحداث التي يُحبُّ الناس التكلُّم عنها…[/notification]
يوم بعد يوم، سنة بعد سنة، فقد الطفل ثقته بنفسِه و صارَ سهل المنال، ضعيف الشخصيّة، غير واثقاً من نفسِه !
هل يُمكِنُ إعادة الثقة بالنفس ؟ أكيد، فالثقة بالنفس تُبنَى و أنت فقط من يستطيعُ إرجاعَها، فأنت من فقدها
1. أَحِبَّ نفسَك بنسبة 100%
أحب نفسك كما أنت
من الأخطاء التي يقع فيها العديد من الأشخاص أنهُم يبحثون عن الحُب أن يأتيهُم من الخارج، أو يُعطُون حُبَّهُم للغير بينما أنهُم في الحقيقة يحتاجُون لأن يُحِبُّوا ذواتهُم أوّلاً !
أَحِبَّ نفسَك دون لوم أو انتقاد للذات فأنت أفضل مخلوق على هذه الأرض، أنعَمَ عليك بنعمة العقل دون سائر المخلوقات و أعطاك الحريّة الكاملة لإعمار الأرض و الإستمتاع بنشواتِها
لهذا فالنفس تُجازِي صاحبها بأن تمنَحَهُ الثقة اللازمة لحياة متوازنة، لأنه أحبّ نفسَه كما هو و لا يتطلّع لشيء مفقود
من لا يُحِبُّ نفسه، لا يستطيع أن يُحِب الآخرين
الحُبّ الذاتي جُزء أساسي في الرفع من ثقة المرأ بنفسِه و المفاجئة فالأشخاص الذين يُحبُّون ذواتهُم بنسبة 100% هم فقط من يستطيعون مشاركة هذا الحُب من الآخرين
[notification type=”alert-warning” close=”false” ]عندما ستُحِبُّ نفسَك بنسبة 100% سيكُون بإمكانِك مشاركة ذلك الحب مع الآخرين و مساعدتِهِم على أن يُحِبُّوا ذواتِهِم أيضاً، لن تكترث لسُرّاق الأحلام و لن تتأثّر بأقوالِهِم السلبيّة.[/notification]
2. تَحَدَّ الخَوْف و انْطَلِق !
حقيقة صادمة: الخوف غير حقيقي
الخوف أو بالإنجليزيّة FEAR تم تعريفه كالتالي :
FEAR = False Evidence Appearing Real
الخوف = أدلة خاطئة تظهر كأنها حقيقية
و الخوف هو إحساس فيزيولوجي ناتج عن أفكار مكتسبة في العقل اللا واعي، فالخوف هدفُهُ حمايتك من عمل أشياء لا تعتادُ عملها و بالتالي قد يكون هذا الخوف سبباً في عدم النجاح خصوصاً إن كان هذا نجاحُك الأول، فلا يوجد فقط الخوف من الفشل الذي قد يكون مفيداً لك للعَمَل و المثابرة بل يوجَدُ أيضاً الخوف من النجاح !
هناك طريقة واحدة للتخلُّص من الخوف و بناء الثقة بالنفس و هي…
آمِن بنفسِك و انطَلِق في مواجهة المخاوف
المفاجئة أن المخاوف كما قُلتُ لك غير حقيقيّة بل هي من نتاج تفكيرنا فقط، و بالتالي فهي تختفي مباشرة بعد عمل الخطوة الأولى
و هذا ما فعلتُهُ شخصيّاً و لا زلت مع كُل مخاوفي، لا تَظُنَّ أني لم أخَف يوماً، بل أحِسُّ بالخوف في كُل خطوة أقوم بها نحو الأمام لكن أحِسُّ به دون أن أتأثَّر به، فالدماغ لا يُفرِّقُ بين الخوف و الحقيقة، الخوف ليس حقيقيّاً، فقط أَحِسَّ به و انطَلِق، ستُفاجئ عندما سيختفي !
فَرِّق بين دماغك و قلبك
كما تعلَم قارئي العزيز فنحن نُفكِّرُ باستخدام أدمِغَتِنا أما القلب فلهُ قُوّة هائلة أعطاها لنا الله تُسمّى في عِلم التنمية الذاتية بالحدس (intuition) و هذا الحدس أو الصوت الداخلي هو هديّة من الله لنا تُمكِّنُنا من معرفة الخطأ من الصواب و الأشياء التي علينا أن نعملها و الأشياء التي علينا تفاديها
التفكير عادة ما يصرِفُ النظر عن الصوت الداخلي الذي يملِكُ الجواب، و بالتالي عليك تفعيله بالإرتباط بالله و الدعاء و صلاة الإستخارة، فصلاة الإستخارة تُمكِّنُك من الخروج من نطاق التفكير و تفعيل القلب.
3. لا تحرِق نفسَك من أجل الآخرين
لا تتأثَّر بما يقُوله لك الآخرين
ليس كُل ما يقُولُه الناس صحيح و مُفيدٌ لك، فأغلب الناس جُهلاء و كُلّما زاد كلام شخصٍ كُلّما زادت بلادتُه و جهلُه !
فالحُكماء قليلي الكلام، و لا يتكلّمُون إلّا عن عِلم، بينما العامة تعشَقُ الكلام و نشر فيروس الإنتقاد في كُل أنحاء الأرض
سُرّاق الأحلام هُم أشخاص يبحثون عن مكان لامتصاص الطاقة و قد تَكُون هدفاً بالنسبة لهُم دون عِلمِهِم و بالتالي تجدُهُم يسخَرُون منك بدافع الضحك بينما هُم في الحقيقة يُحَطمُون شخصيّتك و ثقتك بنفسِك.
لذلك إحرِص في كُل يوم على تقوية مناعتِك ضد البرمجة الخارجيّة بالقراءة و الثقافة و لا تكترث لما يقُولُه لك الآخرين فهُم يتكلّمُون من خلال مفهومِهِم الذاتي و سيُدافِعُون عنه حتى لو كان خاطئاً !
لا تُحاوِل تغيير العالَم، غيِّر نفسَك !
لا أحد يستطيع تغيير الآخرين و هذا مبدأ أساسي في تكوين شخصيّتي، حيث أنصَحُ و أقوم بالواجِب، لكن لا أطمحُ أبداً لتغيير الناس فهذا عملُهُم لا عَمَلِي
لذلك التغيير يأتي من الداخل، و المفاجئة أنك إذا قُمت بتغيير ذاتك ستُفاجئ أن نظرتك للعالَم ستتغيَّر لأنك تُشاهِدُ العالم من خلال اعتقاداتِك و برمجتِك، فإن كانت برمجتُك سليمة و قلبيّة ستتمكنُ من رؤية العالم كما هُو، ليس كما بُرمِجت
نصيحة ذهبيّة :
تَوَقَّف عَن مُشَاهَدَة التِّلفَاز و مُتَابَعَة الأخْبَار، رَكِّز عَلَى تَطْوِير مَهَارَاتِك و مَعَارِفِك !
[notification type=”alert-warning” close=”false” ]فالأشخاص الذين يُطوِّرُون من مهاراتِهِم بشكل مستمِر تزدادُ ثقتهُم بأنفُسِهِم بشكل ملحوظ.[/notification]
4. لا تتوقّع من نفسِك ثم من الآخرِين الكثير
التوقُّع و الإنتظار = سبب تعاستك
عِش اللحظة كما هي، كُن أنت، أحبَّ نفسَك كما أنت و لا تجري وراء المفقود، لا تتوقَّع من الناس الكثير كما لا تتوقَّع من نفسِك الكثير
فالأشخاص الذين يعيشُون في سراب الماضي أو المستقبل دون عَيش اللحظة هُم في الحقيقة ضائعُون، فالحياة السعيدة تكمُنُ في عَيش اللحظة بينما إن ضيّعتَ اللحظة ضيّعتَ مُتعَة الحياة !
الناس دائماً ما سيكُونُون إمّا ضدّك أو معك لمصلحة، هذه حقيقة مُحزنة لأن القلة القليلة هي من تتّسِمُ بالعطاء اللا مشروط و هي من تبحثُ عن مكامن الخير و هذا قادمٌ إن شاء الله
حاليّاً هذا واقِعُنا، لذلك لا تُكثِر من توقُّعاتِك، لا تنصَدِم إن قام أحدُهُم بانتقادِك أو بعدم عمل شيء لك، فربّما هُو مسكين لا يعرِف بعد قيمة العطاء و السخاء أو لازال تائهاً وسط مشاكل الحياة…
بادِر للعَمَل، و قُم بكُل ما تستطيعُ عمله بنفسِك، ستُطَوِّرُ بذلك مهاراتِك و ثقتَك بنفسِك !
لا تتوقّع من نفسِك و أحِبَّ نفسَك كما أنت !
إن لم تستَطِع تحقيق هدف ما، لا تَلُم نفسَك، هذا شيء طبيعي، قال الله عزّ و جلّ :
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
[سورة النساء – آية 28]
الإنسان ضعيفٌ بطبعِه و لا يستطيع عمل الأمور التي تفُوقُ طاقتَه و إمكاناته، لذلك إربِط إيمانَك بالله عزّ و جلّ و لا تَلُم نفسَك
هذا لا يعني أن لا نسعى وراء الكمال و إعمار الأرض، فقط إعمَل الأمُور التي تستطيعُ عملها “الآن” و لا تجري وراء تحقيق أمور بعيدَة كُل البُعد عن قُدُراتِك.
5. طَوِّر نفسَك كُل يوم
مارِس الأشياء التي تُحب كُل يوم
من الأمور التي أعشَقُ عملها أوقات الفراغ تجدُها في هذا المقال : 33 نَشَاط لِعَمَلِه أَوْقْات الفَرَاغ (+فَن إِدَارَة الوَقْتْ) !
لذلك من أسباب بناء الثقة بالنفس هو عمل الأشياء التي تحبُّها فهكذا لن تَملَّ الحياة و سترفَعُ من ثقتِك بشكل واضِح
القراءة
من الأمور التي تُميِّزُ الواثقين بأنفُسِهِم نجد القراءة في المرتبة الأولى، فالقراءة تزيدُ من معارفِك و بالتالي يُصبِحُ لديك رؤية أفضَل للعالَم حولَك، فالأشخاص الفاشلين و الفاقدين لثقتِهِم في أنفُسِهِم يقضُون أوقاتاً أكثر في التفكير في الهُمُوم بدل العمل، و التفكير هو سبب كُل تعاسة البشر !
[notification type=”alert-warning” close=”false” ]أخرُج من دائرة التفكير الفارغ بالقراءة المفيدة لك ;)[/notification]
6. تخلَّص من البرمجة القديمة
أغلِق التلفاز و إحذَر من وسائِل الإعلام
التلفاز لا يعرِضُ سوى الأمور المطلوبة من طرف العامّة، و عامة الناس لا تعرِفُ ما هُو مفيدٌ لها و بالتالي فالتلفاز أداة برمجة أدمغة و إضاعة وقت بامتياز، فأضرار التلفاز أكثر من فوائدِه المحدودة، و قد بدأ هذا الجهاز يفقدُ تأثيرَه مع الوقت…
و السؤال هنا هل تستخدِمُ حاسُوبَك كتلفاز ؟ هل تستخدِمُ حاسُوبَك لقراءة المقالات المفيدة لك في مجالِك و المجالات الأخرى أم تُتابِعُ الأخبار حول آخر الكوارث و الحوادث ؟
لا أقُول هنا بأن لا تطّلِع على أحداث الأمة، بل إطّلِع عليها و اجعَل عملَك سبيلاً لحلّ تلك المشاكِل بدل النقد و اللوم الذي لا يُغَيِّرُ شيئاً !
إكتشف مهارات جديدة
هل سمِعتَ عن هواية التصوير الفوتوغرافي ؟ ماذا عن الطبخ الآسيوي أو إعداد صور بالصباغة الزيتيّة ؟
هذا العالَم مليئ بالمهارات، يكفي فقط البحث عنها و ممارستها، ستكتشفُ أن عدد المهارات التي تُتقِنُها يَزيدُ من ثقتِك بنفسِك لأنك لن تحتاج لأشخاص آخرين لتحقيق أهدافِك و بالتالي زادَت قيمَتُك في أعيُن الآخرين
أغلَب الأشخاص يبحثُون عن آخرُون ليقضوا حوائجهُم، بينما الناجحُون يبحثُون أولاً عن طُرُق لتعلُّم تلك المهارات كي يُحقِّقُوا استقلاليّة و إن ظَهَر أحد لعمل تلك الأعمال بالنيابة عنهُم فسمن و عسل.
7. إرتَبِط بالله سبحانه و تعالى
إرضَ بما أعطاك الله
تأمَّل في الحواس التي أنعَمَ عليك الله بها، لديك حاسوب و أنترنت، لديك مال و أكل، لديك الأمن و السلام، لديك دين الإسلام !
ثِق بنفسِك فالمؤمن القويّ أفضل من المؤمن الضّعيف، و الثقة بالنفس من عوامل قوّة الشخص و عزيمَتِه
صَلِّ بخشوع و ادعُ من قلبِك
أطلُب الله عز و جلّ أن يرزُقَك التوفيق و السّداد، أن يرزُقَك الثقة بالنفس و الفلاح دنياً و آخرة
لا تنسَ الخشوع في الصلاة مع تجنُّب التفكير المفرط بالمُرُور للعمَل مباشرة، لا تُفَكِّر كثيراً، إفعَل و استَمتِع باللحظة
رائع !
لقد إكتشفت أسرار رفع الثقة بالنفس التي طبقتُها شخصيّاً و عَمَلت معي !
لا تتردّد في وضع تعليق أسفل هذا المقال لإضافة سؤال أو معلومة لم أقُم بذكرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق